
بعد ترشيد اوروبا وامريكا والصين لاستخدامه ..الطاقة الدولية تتوقع تراجع استهلاك الفحم العالمى

كتب – ناصر حسين
قالت الوكالة الدولية للطاقة إن حرق الوقود الأحفوري آخذ في الانخفاض بسرعة، مدفوعا بالانخفاض في استخدام الاتحاد الأوروبي والصين والولايات المتحدة
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن المملكة المتحدة ربما جعلت الانتقال السريع بعيدا عن الفحم. بنسبة 10% بدلا من 40٪ سنة 2012 .
وذكرت توقعات رسمية بان كل دولة كبرى فى العالم باستثناء الهند خفضت استهلاكها من الفحم العام الماضى، مع توقع ان يرتفع الطلب على الوقود القذر خلال العقد القادم.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة أنه تم حرق 5.3 مليار طن من مكافئ الفحم في عام 2016، بانخفاض 1.9٪ عن العام السابق و 4.2٪ على 2014، وهو أسرع انخفاض منذ 1990-1992، عندما كان الاقتصاد العالمي في حالة ركود.
وسوف یشھد الاستھلاك العالمي للفحم ركودا علی مدى العقد المقبل، إلا أن توقعات وکالة الطاقة الدولیة، مؤكدا أن الانخفاض في سجل الوقود الأحفوري في العامین الماضیین لم یکن ھامش.
تجدر الاشارة الى ان الصين والولايات المتحدة واوروبا دفعت الانخفاض المستمر فى الطلب فى العام الماضى وتعوضه جزئيا الهند وحدها وهى احدى الدول الاسيوية التى يتوقع ان ينمو فيها حرق الفحم حتى عام 2022.
وقال كيسوكى سادامورى مدير اسواق الطاقة والامن فى الوكالة "على الرغم من ان وكالة الطاقة الدولية متفائلة جدا بشأن تنمية مصادر الطاقة المتجددة ودور الغاز المستقبلى فان الفحم فى بعض الدول سيوفر ايضا حصة كبيرة من احتياجات الكهرباء".
واضاف "بشكل عام، ما نراه هو ركود الطلب على الفحم على مدى عقد من الزمان".
وفي حين أن الطاقة الشمسية تخطو خطوات كبيرة في الهند، فإن نمو الناتج المحلي الإجمالي السريع بنسبة 7.8٪ في السنة، كما أن هدف رئيس الوزراء نارندرا مودي في جلب الطاقة إلى الهنود البالغ عددهم 240 مليونا دون كهرباء يعني أن استخدام الفحم سينمو أيضا. ومن المتوقع أن يزداد توليد الطاقة التي تعمل بالفحم في الهند بنسبة 4٪ سنويا حتى عام 2022.
ودفعت منظمة السلام الأخضر بأن وكالة الطاقة الدولية كانت هابطة جدا بشأن نمو مصادر الطاقة المتجددة في الهند، وتميل الصورة إلى آفاق الفحم.
في جميع أنحاء العالم، قالت الوكالة الدولية للطاقة إنها تتوقع انخفاضا طفيفا في حصة الفحم من مزيج الطاقة، من 27٪ في العام الماضي إلى 26٪ في 2022.
وقال اسادامورى ان المملكة المتحدة ربما حققت اسرع عملية انتقال من الفحم فى اى دولة حتى الان. وذهب الفحم من 40٪ من مزيج الطاقة في عام 2012 إلى أقل من 10٪ في العام الماضي، وفي النصف الأول من هذا العام قدمت فقط 2٪.
وقال سادامورى ان انخفاض الطلب على الكهرباء، واسطول الفحم المتقادم، وتوجيهات التلوث بالاتحاد الاوربى، وحوافز الطاقة المتجددة، وضريبة الكربون الحكومية، قد خلق "عاصفة كاملة" لاجبار اغلاق محطات الطاقة البريطانية للفحم.
هناك ثمانية محطات طاقة الفحم تركت في المملكة المتحدة، ووعد الوزراء لوقف الوقود بالكامل بحلول عام 2025.
وذكرت وكالة الطاقة الدولية أنه على عكس ما قاله بعض الخبراء، لن يكون هناك إحياء للفحم في المملكة المتحدة إذا ارتفعت أسعار الغاز، لأن الطاقة المستوردة من أوروبا ستكون أكثر قدرة على المنافسة.
في الولايات المتحدة، حيث كان الغاز العام الماضي قد شرد الفحم كأفضل مصدر للسلطة للمرة الأولى، كان ينظر إلى انتخابات دونالد ترامب وتدابير الفحم الموالية بأنها توفر بعض التفاؤل لهذا القطاع.
ومع ذلك، من المتوقع أن يستمر الطلب على الفحم في الولايات المتحدة في الانخفاض خلال السنوات الخمس المقبلة، وإن كان بمعدل أبطأ مما كان عليه في السنوات الأخيرة.